لماذا قد لا تعد الترجمة الآلية الخيار المناسب لك

سوف تجد الشركات الراغبة في مزاولة أعمالها التجارية خارج حدود البلاد نفسها في كثير من الأحيان بحاجة إلى ترجمة وثائقها وموادها التسويقية، وقد يروق للبعض استخدام تطبيقات الترجمة الآلية مثل Google Translate، لكن رغم أن الأمر ينطوي على مزايا إلا أنه ينطوي على مخاطر كذلك.

لقد أظهرت دراسة جديدة أن Google Translate أصبح أكثر موثوقية وبالنسبة للترجمة السريعة للنصوص غير الهامة نسبيًا، سيقبل الناس الترجمة الآلية، وفي حين أنها قد تبدو “دقيقة بما يكفي” للاستخدامات اليومية، ثمة مواقف لن تكون فيها الترجمة دقيقة.

يجب أن يكون السؤال بالنسبة للمسؤولين التنفيذيين ومدراء الأعمال هو “ما مقدار درجة الدقة الكافية؟”

إن الترجمة الآلية ليست بذلك السوء.
أود أن أبدأ بتوضيح أن الترجمة الآلية ليست شيئًا سيئًا بشكل عام.

فبعد كل شيء، يبدو الأمر وكأنه إهدار للإمكانيات عند استخدام مترجم محترف لمساعدتك في فهم كيفية ضبط ساعة التنبيه أو برنامج على تلفازك عندما لا تكون التعليمات بلغتك.

كما أن الترجمة الآلية مفيدة عندما تريد تحية شخص ما بلغته كطريقة لإبداء الاحترام أو التعارف.

وثمة طرق أخرى يمكن أن تساعد بها الترجمة الآلية في الأوضاع غير الهامة تجاريًا وموقفي هو أن أي شيء يساعد الناس على فهم اللغات هو شيء جيد.
إن التواصل السريع والسهل يساعد الشركات وطالما أنك لا تهين أكبر عملائك من دون قصد، فإن الترجمة الآلية ستكون مفيدة قطعًا في تلك الحالة.

بالنسبة لشركات الترجمة الاحترافية مثل Teneo، قد يبدو أن أنظمة الترجمة الآلية تستقطب العملاء لكني لا أنظر إلى الأمر على هذا النحو. وحقيقة الأمر أن العديد من عملائنا الجدد يطلبون خدماتنا لأنهم استخدموا الترجمة الآلية ووجدوا أنها غير دقيقة أو لأنهم لا يشعرون بقدرتهم على الوثوق بالنتائج.

هل الترجمة الآلية جيدة؟

إن مسألة الثقة تمثل جانبًا هامًا ينبغي أن يُقلق أصحاب العمل وقد أظهرت دراسة جديدة نُشرت في دورية الطب الباطني العام أنه يحق لهم القلق.

وقد تناولت الدراسة التي قام على تنفيذها كل من برينا آر تايرا، وفانيسا كريغر، وأريستايدز أورو، وليزا سي داياموند مدى دقة Google Translate عند ترجمة التعليمات الطبية إلى العديد من اللغات.

وهذا إجراء مفيد لأنه يقوم على نظرة مجردة إلى مدى دقة الترجمة الآلية عند استخدامها في وضع حرج وتمثل النتائج بكل تأكيد أمرًا يحتاج إلى دراسة.

تتمثل المعضلة فيما إذا كانت التطبيقات مثل Google Translate قادرة على إعطاء الناس الثقة التي يحتاجونها لإسناد أعمال الترجمة بالغة الأهمية إلى الآلة.

ومن خلال دراسة تعليمات التخريج الطبي لعدد 400 مريض، والتي تمت ترجمتها من الإنجليزية إلى العديد من اللغات، تمكن الباحثون من اختبار ما إذا كان قد تم الحفاظ على المعنى العام للعبارات.

وقد جاءت النتائج متباينة مع اللغة الإسبانية، حيث أبلغ 94% من المرضى أنه قد تم الحفاظ على المعنى. وقد جاءت أضعف النتائج مع اللغة الأرمينية، حيث بلغ معدل الدقة 55% فقط.

وذكر مؤلف الدراسة ما يلي: “بشكل عام، نقلت الترجمة الآلية بدقة معنى 330 عبارة تتضمن إرشادات طبية من بين 400 عبارة (بمعدل دقة 82.5%)، لكن الدقة تباينت من لغة إلى أخرى من 55% إلى 94%.[Google Translate]

متى تكون الترجمة “الدقيقة بما يكفي” ليست كذلك؟

إذا قبلنا التوجه الإيجابي وقبلنا أن دقة الترجمة الآلية في اللغة الإسبانية 94% كافية لأن يفهم المرضى التعليمات، فهذا يبدو معدلاً جيدًا للغاية لكنه يتجاهل وجهة نظر مهمة.

إن ما هو جيد بما يكفي للفهم ليس بالضرورة جيدًا بما يكفي للنشر.

وما أقصده هو أنه بينما قد يقبل المريض الأخطاء النحوية أو العبارات التي قد تبدو غريبة، إلا أن مستخدمي المواد القانونية أو الفنية أو الطبية قد لا يقبلون تلك الأخطاء وقد ينتهي الأمر بمشكلات صادمة.

وفي حين أنك قد تتمكن من إيصال ما تريده باستخدام الترجمة الآلية في بيئة محادثات غير رسمية، فإن توزيع مواد التسويق التي قد تبدو غير احترافية في نهاية المطاف لا يمثل الانطباع الذي تريده.

على سبيل المثال، تبرز الدراسة بعض الجوانب التي جاءت فيها ترجمة التعليمات خاطئة كلية.

تم ترجمة عبارة “لا تمخط أنفك أو تضغط على كسر الوجه” في اللغة الفارسية إلى “لا تفجر أنفك لأن ذلك قد يمثل ضغطًا على الكسر في وجهك.”

كما تم ترجمة عبارة “يمكنك تناول إيبوبروفين الذي يُصرف بدون وصفة طبية عند اللزوم لعلاج الألم” في اللغة الأرمينية إلى “يمكنك تناول صاروخ مضاد للدبابات بقدر ما تحتاج لعلاج الألم”.

تذكر أن هذه تعليمات طبية، ورغم أنها مسلية بالنسبة لنا، لكن تخيل إن كانت الترجمة غير دقيقة إلى حد تعرض المرضى للضرر؟

توضح الدراسة أن Google Translate قد تحسّن على مدار السنوات القليلة الماضية لكن يمكنني القول إنك لو كنت تضع رسالة تسويقية على لوحة إعلانات فإنك بحاجة إلى التأكد من صحتها.

وهذا يعني محتوى مترجم بشكل صحيح وتم توطينه بشكل مناسب بحيث يتم نقل المعنى والمقصد.

ما الذي يمكننا فعله حيال ذلك؟
أرى أن أي شركة تسعى لمزاولة أعمالها التجارية بالخارج تحتاج إلى تقييم مخاطر الترجمات الخاطئة.

صحيح أن اللغة الإنجليزية قد أصبحت في العديد من الحالات لغة عالمية وهي اللغة السائدة في قطاعات محددة مثل علوم الفضاء والبحار. لكن استخدام اللغة الإنجليزية بدلاً من اللغة المحلية في حالات أخرى قد يُنظر إليه على أنه إهانة، ولذا ثمة حاجة إلى ترجمة وتوطين دقيقين.

أؤيد دائمًا عند استخدام الترجمة الآلية الاستعانة بمترجم مدرب ومتمرس للمساعدة في تصحيح الأمور للجمهور النهائي. لكن في حال كانت الترجمة هامة للغاية ولا يوجد مجال للخطأ – مثلما هي الحال في الترجمات الطبية والهندسية والقانونية والتوطين (نسخة التسويق)، فمن الأفضل الاستعانة بمترجم من البداية.

من الهام كذلك التأكد من أن المترجم متمرس ويمكن الوثوق به وإلا فقد تقع فريسة لمن يجيدون التحايل، لذا تأكد دائمًا من التحقق من مؤهلات مقدم الترجمة وسابقة أعماله.

وإيجازًا: الترجمة الآلية – الطيب والشرس والقبيح
أرى أن هناك إقبال كبير على تطبيقات الترجمة الآلية.

فهي سريعة وبسيطة للغاية كما أنها مجانية كلية في بعض الأحيان، كما في حالة Google Translate.

يمثل محرك البحث Google أداة جيدة للتحقق من نطق الكلمات ومن المقبول في معظم الأوقات ممارسة عبارات التحية أو المحادثات القصيرة بلغة مختلفة في المهام الصغيرة والأقل أهمية.

لكن إن كنت بحاجة إلى ترجمات بالغة الأهمية، فلا يوجد بديل عن الجودة والمعرفة المحلية التي لا تتوفر إلا في مترجم محترف ومتمرس.

تمثل المستندات الفنية والطبية والهندسية والقانونية نماذج للقطاعات التي تحتاج فيها إلى التأكد من أن خدمة الترجمة جيدة بما يكفي، وإلا فقد تخرج الأمور عن نطاق السيطرة وتتحول للأسوأ!

اطلب استشارة

احصل على عرض أسعار أو تحدّث إلى أحد موظفينا

من فضلك أدخل إسمك
من فضلك أدخل رسالتك